بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله الذي بلغنا هذا الشهر الكريم شهر رجب الأصب، وهو البوابة الشرعية لإعداد المسلم ذاته وقلبه وروحه ونفسه لرحلة العمل الصالح قبيل الوصول إلى رحاب الشهر الفضيل.
ومع هذا الإعداد تدور ذكريات المناسبات التاريخية ذات العلاقة بفضائل هذا الشهر ومكرمات الحق فيه للخلق، فرجب شهر حرام ، والشهور الحرم شهر فرد وثلاثة سرد، وما جاء التميز من فراغ، وإنما لفت نظر العبد كي يستيقظ قلباً وقالباً، ويعيش جو المناسبة الشرعية مُتعرِّفاً لما فيها من خصوصيات ، ومُعَرَّفا لمن ألقى السمع وهو شهيد ، كي يتخذ لنفسه موقفا عمليا في تجاوز الغفلة إلى الانتباه وإصلاح موقعه العملي بين الأمثال والأشباه، فالعصر مشوب بخلل وعلل، والسعيد من وعظ بغيره، فعسى أن يجعل الله لنا هذا الشهر مدرسة اتعاظ وادكار واعتبار، وملحظ استفادة ثقافية واعية تفتح لنا آفاق التفكر في مناسبة الإسراء والمعراج، وما ترتب عليها من تكليفات وتشريعات وفقه استدلالي واستقرائي واستباقي تبنى به أعمدة الثقافة الشرعية في عصر التسيب والانهزام.
وفق الله الجميع لحمل راية الاعتزاز بالمناسبة المباركة ، وبكافة مناسباتنا الإسلامية المعدودة في فقه التحولات هوية الأمة وذاتيتها الشرعية أمام العالم الإنساني ومناسباته المتنوعة.
وفق الله الجميع إلى ما فيه الخير، وشهر مبارك يعمنا بالسلام والأمان والاطمئنان . آمين.
أبوبكر العدني ابن علي بن أبي بكر المشهور
1 رجب 1437هـ
